نسخة تجريبية

جيل فاطمة المرنيسي: اللقاء الختامي للدورات التكوينية


احتضن فندق كومبانيل بالدار البيضاء صباح يوم السبت 18 مايو الجاري اللقاء الختامي للدورات التكوينية المندرجة ضمن برنامج جيل في نسخته الثالثة، وقد شارك في هذه الفعالية التي نظمتها مؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية نخبة من الأساتذة الباحثين في العلوم الاجتماعية، من قبيل: بوشعيب مجدول وعبد الرحمن الزكريتي ومحسن الرحوتي، ، بالإضافة إلى المتخصص في صياغة أوراق السياسات رشيد أوراز وسميرة تازروت خريجة النسخة الأولى من البرنامج،  كما حضر هذا اللقاء الذي سيره عزيز مشواط مدير المؤسسة عدد من خريجي البرنامج في نسختيه السابقتين، فضلا عن عدد من الفعاليات الحقوقية والمدنية.

شهدت الفقرة الأولى من هذا اللقاء استعراض خريجي برنامج جيل فاطمة المرنيسي للنسخ النهائية من أوراقهم البحثية المستقاة من البحث الميداني الكمي الذي أجرته المؤسسة حول موضوع " النساء، الفضاء العام، والحريات الفردية"، والتي أعدوها تحت إشراف الفريق العلمي لمؤسسة منصات، وتلة من الأساتذة الباحثين والخبراء في مجال صياغة أوراق السياسات، طيلة سنة كاملة من التدريب المكثف الذي خضعوا خلاله لسلسة من الدورات التكوينية المتمحورة حول تقنيات البحث الميداني وكيفية صياغة وتطوير أوراق السياسات عبر تمكينهم من أدوات التحليل الإحصائي، وتعزيز قدراتهم في استخدام البيانات والمعطيات الإحصائية لتمكينهم من تحسين جودة وموثوقية هذه الأوراق.

وتضمنت الفقرة الثانية من هذه الفعالية اجتماعا للجنة المكلفة بتأطير المشاركين في البرنامج، للإعلان عن أفضل ورقة سياسات لهذا الموسم، حيث كانت الرتبة الأولى مناصفة بين ورقة "حق المرأة في تولي النيابة الشرعية على الأبناء: في الحاجة إلى نيابة شرعية مشتركة ومنصفة بين الأب والأم"، والمعدة من قبل مجموعة لطفية كنبارك، أشرف أمهاوش، زكية حمضي ومحمد أوبلا، وقد عالجت هذه الورقة إشكالية التمييز الذي تعاني منه المرأة في ظل حصر سلطة تولي النيابة الشرعية على الابن بيد الأب، وورقة " اعتماد الخبرة الجينية كقاعدة لإثبات نسب الأطفال خارج إطار الزواج: الوصم الاجتماعي الذي يعاني منه الأطفال بدون نسب"، والتي أعدتها المجموعة المكونة من عالي أوتشرفت، يسرى المسقي وكوثر طربوش، وتناولت بالبحث إشكالية حرمان الأطفال المولودين خارج إطار الزواج من حقهم في النسب والحقوق الأخرى، بما يتوافق مع مدونة الأسرة. أما الرتبة الثانية فقد عادت إلى الورقة المعنونة ب "منع النساء من ولوج الفنادق حينما يتغوّل العرف على القانون" بقلم كل من رشيد الزعفران، زكرياء بهرى وحليمة والمعطي، وكان موضوعها إشكالية منع النساء من ولوج الفنادق محل إقامتهن، هذا المنع المبني على تقاليد وأعراف مجتمعية ودون أساس قانوني يبرره. بينما كانت الرتبة الثالثة من نصيب الورقة البحثية لأيوب الكيسي بعنوان " نظام التعصيب في الإرث: هل يكفل حقوق المرأة أم يعيقها؟"، هذا النظام المعتمد في مدونة الأسرة المغربية، والذي يتسبب بشكل كبير في تكريس اللاعدالة بين الرجال والنساء في توزيع الإرث حسب ما جاءت به الورقة. أما الرتبة الرابعة فقد حازتها ورقة:" العمالة النسائية بالمغرب: فعلية القوانين على المحك" والتي صاغها اسماعيل شعو، وأبرز من خلالها الصعوبات التي تواجه النساء في سوق العمل والتي يعتبر أساسها التمييز بين الجنسين وخصوصًا فيما يتعلق بالأجور.

واختتم هذا اللقاء بتوزيع الشواهد على خريجي برنامج جيل فاطمة المرنيسي، تتويجا لجهودهم وإنجازاتهم، وتقديرا للعمل الشاق الذي بذلوه خلال هذا الموسم من البرنامج.

وللتذكير فإن برنامج جيل والذي تحمل نسخته الثالثة اسم "فاطمة المرنيسي" هو برنامج أطلقته مؤسسة منصات لفائدة الطلبة الباحثين في العلوم الاجتماعية، ومن خلاله تهدف المؤسسة إلى تقوية مهاراتهم عبر تنظيم ورشات ودورات تكوينية مؤطرة من طرف أفضل المختصين والخبراء في المجال بهدف حثهم على مد الجسور ونسج روابط مع مختلف فعاليات المجتمع.