يونس المزراوي،
باحث في التاريخ، الدار البيضاء
يثبت تاريخ الإنسانية أن الفيروسات والميكروبات، والأوبئة عموما وبالرغم من طابعها غير المرئي، إلا أنها شكلت على امتداد تاريخ البشر فاعلا ساهم في إسقاط حضارات وقيام أخرى وساهمت في طبع تطور الأمم بطابعها الخاص. فمنذ عصر الالتقاط والصيد، إلى اكتشاف الزراعة ونشأة المدن، مرورا بعهد قيام الإمبراطوريات، ووصولا إلى العصور الوسطى واكتشاف أمريكا، ظلت الأوبئة ذلك الحاضر الغائب في ترتيب الزمن الإنساني وإعادة ترتيبه باستمرار.
وإلى جانب ذلك، ساهمت التحولات التي طرأت على حياة الإنسان بفعل استغلاله الطبيعة إلى زيادة الإنتاج الغذائي عبر الزراعة، وبالمقابل تراجعت مساحة الغابات وتدهورت الأنظمة البيئية بفعل الاستقرار البشري في تجمعات بشرية كثيفة، مما ساهم في تمكين الأوبئة من الانتشار في مجالات خصبة لحصد الضحايا.
ومع الاستقرار البشري، وظهور التجمعات البشرية الكبرى، سيؤدي تراكم الأزبال والمخلفات البشرية، على مقربة من مصادر المياه، إلى ظهور أماكن خصبة لجذب البعوض والقمل وحشرات أخرى ناقلة للأمراض والعدوى، وهو ما سيضاعف من منسوب تكاثر الميكروبات والطفيليات والأمراض وسيساعدها على التطور والانتشار.
ومن جهة أخرى، ساهم نجاح الإنسان في تدجين الحيوانات وتربيتها والتعايش معها، من مثل الدواجن، والخنزير وغيره، في تمكين الميكروبات من خزانات هائلة للتكاثر وتضاعفت احتمالات التحور والانتشار. وقد نشأ الجذري مثلا وكذا الأنفلونزا، كأمراض شديدة الفتك، من هذا التلاقي بين الإنسان والحيوان في التجمعات البشرية الصغرى التي تحولت إلى مدن ثم إلى دول. ويحكي التاريخ الإنساني قصة الإبادة التي تعرضت لها مدينة الوركاء السومرية بفعل نوع من الحمى، في الوقت الذي كانت تشكل فيه أحد أهم الحواضر العالمية أنذاك.
لقد ازدهرت روما بفعل مناخ مساعد على الإنتاجي الزراعي، لكن حرارة المناخ شجعت تكاثر الطفيليات. وفي روما انخفض أمد الحياة إلى أقل من ثلاثين سنة في هذه المدينة الخالدة بسبب الملاريا. وفي السنوات التي أعقبت ذلك وخاصة في العام مائة وخمسة وستون، أدى انتشار مهول لما يعتقد أنه الجذام إلى الزيادة في هشاشة الإمبراطورية.
بدءا من عام 249، يرجع المؤرخون تزامن الطاعون الأنطوني مع نهاية نظام المناخ الأمثل، وربما شكل ذلك أول ظهور لفيروس الجدري. تعافت الإمبراطورية، لكنها لم تستعد أبداً هيمنتها السابقة. بعد ذلك، في منتصف القرن الثالث الميلادي، تسبب مرض غامض يدعى طاعون سيبريان في الإضعاف الشديد للإمبراطورية. على الرغم من أنها تعافت، إلا أن الإمبراطورية تغيرت بشكل عميق، حيث ظهر تقليد إمبراطوري جديد، واقتصاد جديد، ومجتمع من نوع جديد، كما ستعرف البشرية ظهور دين جديد هو المسيحية. الأكثر دراماتيكية من ذلك أنه في القرن السادس، واجه الصعود الجديد للإمبراطورية بقيادة جستنيان وباء الطاعون الذي سيمهد لما سيسمى لاحقا الطاعون الأسود خلال القرون الوسطى. ويظل عدد الضحايا مجهولاً، وتقول التقديرات أن نصف سكان أوروبا لقوا حتفهم جراء ذلك.
وفي 1348، ضرب الطاعون من جديد ساكنة أوروبا التي فقدت المناعة التي مكنت الأسلاف من الاستمرارية في البقاء بعد طاعون جوستنيان. وعلى إثر ذلك، فقدت أوروبا أكثر من ثلث سكانها. وكانت النتيجة استفادة الناجين من الوضع الجديد، فارتفعت أسهم اليد العاملة، وارتفعت أجور العمالة مما أعقبه رخاء اقتصادي وانفجار ديمغرافي كبير.
وفي 1492، وصل الإسبان الأوائل إلى الأمريكيتين حاملين معهم ممارسات جديدة من قبيل تربية الماشية، التي لم يكن السكان الأصليون يمارسونها، مما ساهم في حمايتهم من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة. ساهم الوافدون الجدد بطريقة غير مقصودة، من خلال تربية الماشية، في إدخال المرتع الخصب لتكاثر الأوبئة، وحملوا معهم قنابل بكتيرية وميكروبية لم تلبث أن انفجرت من خلال اجتياح الأوبئة للأمريكيتين وتدمير جزء كبير من ساكنة العالم الجديد.
خلال قرن واحد، هلك أكثر من خمسين مليونا من السكان الأصليين الأمريكيين. واستمر على قيد الحياة أقل من واحد من عشرة في أكبر نزيف شهدته البشرية. وشهدت بذلك الأمريكيتين أكبر عملية إفراغ من الساكنة.
حمل الأفارقة المرحلون معهم الملاريا والحمى الصفراء، وتحول البعوض بأمريكا اللاتينية حافزا قويا لنقل العدوى وبدت الغابات الأمازونية مرتعا خصبا لانتشار هذه الأمراض التي بدت عدائية بشكل كبير للجنس الأوروبي. وانتظرت أوروبا إلى منتصف القرن التاسع عشر لاختراع مضادات للحمى، وبهذا الاختراع بدأ عصر جديد من استعمار القارة السمراء.
وخلال التاريخ المعاصر، تشكل الفترة ما بين1918-1920 ذروة الأوبئة. وخلال هذه الفترة هلك ما بين خمسين ومائة مليون شخص، أي ما يتجاوز ضحايا الحربة العالمية الأولى. وخلال هذه الفترة ستعرف إجراءات النظافة تطورًا كبيرا حيث تعلم الإنسان كيفية محاربة العصيات، التي يمكن التعرف عليها باستعمال المجهر.
ولأول مرة في تاريخ البشرية سيدخل إلى القاموس الإنساني والممارسات الإنسانية مسألة التلقيح وحملاته حيث مع حلول عام 1977تم القضاء نهائيا على الجذام غير أن أمل القضاء على باقي الأمراض لا يزال طويلا.
إن الجواب عن هذا السؤال يفنده ظهور أوبئة وجائحات جديدة. ولعل الإيدز والآن كورونا خير جواب على ذلك .إن الميكروبات والفيروسات والأمراض بصفة عامة تتطور معنا، إما بسبب تدميرنا للنظام البيئي، أو لأن هذه الأمراض تتكيف مع العلاجات واللقاحات وتصبح مقاومة مثل الملاريا أو السل ، وبعض السلالات منها تستهزأ من المضادات الحيوية. وأخيرًا، لا يمكن للأمراض أن تنتهي لأن مفهوم الوباء قد توسع ليشمل الأمراض المرتبطة بنمط الحياة. يتحدث المتخصصون في مجال الصحة اليوم عن وباء السمنة العالمي، المرتبط باستهلاك المنتجات الغذائية الغنية بالسكريات والدهون المصنعة صناعيًا، ونمط الحياة المفرط في اللاحركة، وربما تأثير المواد المختلفة على اضطرابات الغدد الصماء. أصبحت هذه الأشياء في جميع أنحاء المحيط الحيوي لحياتنا، واصبح استعمالها يتم دون حساب العواقب، ومن المحتمل أن تتداخل مشاكل نمط الحياة لتبرمج الجينات الإنسانية على تحورات لا متوقعة، وقد يحتفظ القدر لنا في المستقبل بوباء عالمي جديد قد يكون أكثر شراسة وأكثر فتكا حتى من كورونا نفسه.
باحث في التاريخ، الدار البيضاء
يثبت تاريخ الإنسانية أن الفيروسات والميكروبات، والأوبئة عموما وبالرغم من طابعها غير المرئي، إلا أنها شكلت على امتداد تاريخ البشر فاعلا ساهم في إسقاط حضارات وقيام أخرى وساهمت في طبع تطور الأمم بطابعها الخاص. فمنذ عصر الالتقاط والصيد، إلى اكتشاف الزراعة ونشأة المدن، مرورا بعهد قيام الإمبراطوريات، ووصولا إلى العصور الوسطى واكتشاف أمريكا، ظلت الأوبئة ذلك الحاضر الغائب في ترتيب الزمن الإنساني وإعادة ترتيبه باستمرار.
الأوبئة:عنوان فشل ونجاح الإنسان
خيمت ظلال الأوبئة منذ تاريخ بعيد على المصير الإنساني. ودمرت حضارات الأجداد وقلبت البنيات الاجتماعية لشعوب وحضارات. وخلال مختلف مراحل التطور البشري، رافقت الأمراض شديدة العدوى، مثل الجذام والملاريا التاريخ الإنساني. وقد ساهم انتقال الإنسان في العيش داخل جماعات صغيرة إلى التجمعات الكبرى قبل عشرة آلاف سنة مع الثورة الزراعية إلى تمكين الأوبئة والأمراض المعدية من بيئة مناسبة للانتقال الكثيف والسريع. ومع انتقال نمط عيش البشر من الجماعات الصغيرة التي تعيش على الصيد والالتقاط إلى الاستقرار وممارسة الزراعة وظهور التجمعات ذات الكثافة السكانية، ستجد الأمراض والاوبئة مرتعا خصبا للانتشار.وإلى جانب ذلك، ساهمت التحولات التي طرأت على حياة الإنسان بفعل استغلاله الطبيعة إلى زيادة الإنتاج الغذائي عبر الزراعة، وبالمقابل تراجعت مساحة الغابات وتدهورت الأنظمة البيئية بفعل الاستقرار البشري في تجمعات بشرية كثيفة، مما ساهم في تمكين الأوبئة من الانتشار في مجالات خصبة لحصد الضحايا.
ومع الاستقرار البشري، وظهور التجمعات البشرية الكبرى، سيؤدي تراكم الأزبال والمخلفات البشرية، على مقربة من مصادر المياه، إلى ظهور أماكن خصبة لجذب البعوض والقمل وحشرات أخرى ناقلة للأمراض والعدوى، وهو ما سيضاعف من منسوب تكاثر الميكروبات والطفيليات والأمراض وسيساعدها على التطور والانتشار.
ومن جهة أخرى، ساهم نجاح الإنسان في تدجين الحيوانات وتربيتها والتعايش معها، من مثل الدواجن، والخنزير وغيره، في تمكين الميكروبات من خزانات هائلة للتكاثر وتضاعفت احتمالات التحور والانتشار. وقد نشأ الجذري مثلا وكذا الأنفلونزا، كأمراض شديدة الفتك، من هذا التلاقي بين الإنسان والحيوان في التجمعات البشرية الصغرى التي تحولت إلى مدن ثم إلى دول. ويحكي التاريخ الإنساني قصة الإبادة التي تعرضت لها مدينة الوركاء السومرية بفعل نوع من الحمى، في الوقت الذي كانت تشكل فيه أحد أهم الحواضر العالمية أنذاك.
الوباء كفاعل: نماذج تاريخية
ولعل الأمثلة التاريخية التي تثبت أثر الأوبئة على الحضارات لا يمكن أن تهمل تاريخ سقوط الإمبراطورية الرومانية. فجزء من هذا السقوط والتراجع مرتبط بمتوالية من الأوبئة التي زاد من حدتها التغيرات المناخية.لقد ازدهرت روما بفعل مناخ مساعد على الإنتاجي الزراعي، لكن حرارة المناخ شجعت تكاثر الطفيليات. وفي روما انخفض أمد الحياة إلى أقل من ثلاثين سنة في هذه المدينة الخالدة بسبب الملاريا. وفي السنوات التي أعقبت ذلك وخاصة في العام مائة وخمسة وستون، أدى انتشار مهول لما يعتقد أنه الجذام إلى الزيادة في هشاشة الإمبراطورية.
بدءا من عام 249، يرجع المؤرخون تزامن الطاعون الأنطوني مع نهاية نظام المناخ الأمثل، وربما شكل ذلك أول ظهور لفيروس الجدري. تعافت الإمبراطورية، لكنها لم تستعد أبداً هيمنتها السابقة. بعد ذلك، في منتصف القرن الثالث الميلادي، تسبب مرض غامض يدعى طاعون سيبريان في الإضعاف الشديد للإمبراطورية. على الرغم من أنها تعافت، إلا أن الإمبراطورية تغيرت بشكل عميق، حيث ظهر تقليد إمبراطوري جديد، واقتصاد جديد، ومجتمع من نوع جديد، كما ستعرف البشرية ظهور دين جديد هو المسيحية. الأكثر دراماتيكية من ذلك أنه في القرن السادس، واجه الصعود الجديد للإمبراطورية بقيادة جستنيان وباء الطاعون الذي سيمهد لما سيسمى لاحقا الطاعون الأسود خلال القرون الوسطى. ويظل عدد الضحايا مجهولاً، وتقول التقديرات أن نصف سكان أوروبا لقوا حتفهم جراء ذلك.
وفي 1348، ضرب الطاعون من جديد ساكنة أوروبا التي فقدت المناعة التي مكنت الأسلاف من الاستمرارية في البقاء بعد طاعون جوستنيان. وعلى إثر ذلك، فقدت أوروبا أكثر من ثلث سكانها. وكانت النتيجة استفادة الناجين من الوضع الجديد، فارتفعت أسهم اليد العاملة، وارتفعت أجور العمالة مما أعقبه رخاء اقتصادي وانفجار ديمغرافي كبير.
وفي 1492، وصل الإسبان الأوائل إلى الأمريكيتين حاملين معهم ممارسات جديدة من قبيل تربية الماشية، التي لم يكن السكان الأصليون يمارسونها، مما ساهم في حمايتهم من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة. ساهم الوافدون الجدد بطريقة غير مقصودة، من خلال تربية الماشية، في إدخال المرتع الخصب لتكاثر الأوبئة، وحملوا معهم قنابل بكتيرية وميكروبية لم تلبث أن انفجرت من خلال اجتياح الأوبئة للأمريكيتين وتدمير جزء كبير من ساكنة العالم الجديد.
خلال قرن واحد، هلك أكثر من خمسين مليونا من السكان الأصليين الأمريكيين. واستمر على قيد الحياة أقل من واحد من عشرة في أكبر نزيف شهدته البشرية. وشهدت بذلك الأمريكيتين أكبر عملية إفراغ من الساكنة.
مصائب قوم عند قوم فوائد
وفيما كان النزيف يصيب السكان الأصليين والأوروبيين، نتيجة الأوبئة والأمراض وحروب غير متكافئة مع الوافدين الجدد على أمريكا المستكشفة حديثا، كان الإنسان الإفريقي أكثر مقاومة بعد أن تعودت مناعته على الحمى الصفراء والملاريا. تصادف ذلك، وارتفاع حاجة مستوطنو العالم الجديد لليد العاملة. فانطلقت عملية تجارة النخاسة أو ما عرف بالتجارة الثلاثية بين إفريقيا أوروبا وأمريكا، وليكشف التاريخ عن وفاة أكثر من 12 مليونا من الضحايا في ظروف الترحيل غير الإنسانية.حمل الأفارقة المرحلون معهم الملاريا والحمى الصفراء، وتحول البعوض بأمريكا اللاتينية حافزا قويا لنقل العدوى وبدت الغابات الأمازونية مرتعا خصبا لانتشار هذه الأمراض التي بدت عدائية بشكل كبير للجنس الأوروبي. وانتظرت أوروبا إلى منتصف القرن التاسع عشر لاختراع مضادات للحمى، وبهذا الاختراع بدأ عصر جديد من استعمار القارة السمراء.
وخلال التاريخ المعاصر، تشكل الفترة ما بين1918-1920 ذروة الأوبئة. وخلال هذه الفترة هلك ما بين خمسين ومائة مليون شخص، أي ما يتجاوز ضحايا الحربة العالمية الأولى. وخلال هذه الفترة ستعرف إجراءات النظافة تطورًا كبيرا حيث تعلم الإنسان كيفية محاربة العصيات، التي يمكن التعرف عليها باستعمال المجهر.
ولأول مرة في تاريخ البشرية سيدخل إلى القاموس الإنساني والممارسات الإنسانية مسألة التلقيح وحملاته حيث مع حلول عام 1977تم القضاء نهائيا على الجذام غير أن أمل القضاء على باقي الأمراض لا يزال طويلا.
كورونا:ليس سوى البداية
إن القضاء على شلل الأطفال، قد فشل في الوقت الذي كان يتم فيه الاعتقاد بأن عصره قد ولى. وعاد مجددا إلى عدد من البلدان الافريقية بفعل ضعف هذه الدول واندلاع عدد من الصراعات والحروب الأهلية. ومن جهة أخرى، يواجه القضاء على عدد من الأمراض تخلف البنيات ليس الاقتصادية فحسب، بل الثقافية أيضا حيث يتم استخدام الدين من قبل جماعات مثل (طالبان ، بوكو حرام...) لإعاقة حملات االتلقيح باسم المحظورات المقدسة. وأصبحت مكافحة الأمراض اليوم ذات طبيعة اجتماعية وثقافية أكثر منها بيولوجية، فالبلدان الفقيرة والتي تسيطر فيها عدد من العادات والتقاليد العتيقة هي الآن المناطق الرئيسية للأوبئة من قبيل (الملاريا ، الإيدز ، الإيبولا ،… (هل هذا يعني أن الأوبئة ، إذا لم يتم القضاء عليها نهائيا يمكن السيطرة عليها والتخفيف منها ؟إن الجواب عن هذا السؤال يفنده ظهور أوبئة وجائحات جديدة. ولعل الإيدز والآن كورونا خير جواب على ذلك .إن الميكروبات والفيروسات والأمراض بصفة عامة تتطور معنا، إما بسبب تدميرنا للنظام البيئي، أو لأن هذه الأمراض تتكيف مع العلاجات واللقاحات وتصبح مقاومة مثل الملاريا أو السل ، وبعض السلالات منها تستهزأ من المضادات الحيوية. وأخيرًا، لا يمكن للأمراض أن تنتهي لأن مفهوم الوباء قد توسع ليشمل الأمراض المرتبطة بنمط الحياة. يتحدث المتخصصون في مجال الصحة اليوم عن وباء السمنة العالمي، المرتبط باستهلاك المنتجات الغذائية الغنية بالسكريات والدهون المصنعة صناعيًا، ونمط الحياة المفرط في اللاحركة، وربما تأثير المواد المختلفة على اضطرابات الغدد الصماء. أصبحت هذه الأشياء في جميع أنحاء المحيط الحيوي لحياتنا، واصبح استعمالها يتم دون حساب العواقب، ومن المحتمل أن تتداخل مشاكل نمط الحياة لتبرمج الجينات الإنسانية على تحورات لا متوقعة، وقد يحتفظ القدر لنا في المستقبل بوباء عالمي جديد قد يكون أكثر شراسة وأكثر فتكا حتى من كورونا نفسه.