نسخة تجريبية

منصات: رؤية استراتيجية لتكوين المكونين وتعزيز البحث العلمي


نظمت مؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية بشراكة مع المؤسسة الدولية للتدريب والتنمية IFTD،  لقاء مفتوحا مع الباحثين الشباب خريجي النسخ السابقة من برنامج جيل، تحت عنوان: "بين البحث الأساسي والبحث التدخلي، أي استراتيجية لتكوين المكونين؟"، وذلك في إطار الإعلان عن انطلاق برنامج تثمين مكتسبات النسخ السابقة من البرنامج. وجرت أشغال هذه الفعالية بمدينة مراكش طيلة أيام 24، 24، 26 يناير 2024.

شكلت الفعالية فرصة لتشبيك العلاقات بين مختلف نسخ وأجيال جيل، وأرضية للبرنامج التأطيري القادم، والذي سيتأسس على استثمار المعطيات الميدانية التي راكمها برنامج جيل، بما في ذلك أوراق السياسات التي أنتجها خريجو البرنامج الريادي، والتي استقت تيماتها  من الأبحاث الميدانية لمنصات. كما قدم المشاركون مقترحات للتيمات التي سيتم الاشتغال عليها مستقبلا، وذلك في إطار متابعة تكوين المكونين الذي سيشكل جزءا من هذا البرنامج.

وكشف عزيز مشواط عن أهداف البرنامج المسقبلي لتكوين المكونين الموجه لفائدة خريجي النسخ السابقة من برنامج جيل، ويقوم هذا البرنامج على إنجاز وتطوير جودة الأبحاث الميدانية بمعايير عالمية، وإنجاز أوراق سياسات في قضايا مختلفة، وذلك انطلاقا من تثمين المكتسبات السابقة للنسخ الثلاث. في سياق آخر تطرق مشواط إلى الرؤية الاستراتيجية لمؤسسة منصات، والتي تتأسس على توسيع الشبكة العلمية والمدنية للمؤسسة، إضافة إلى هندسة مشاريع جديدة. وشدد على أهمية تكوين المكونين في هذا الإطار، والذي يعتبر عملية أساسية لضمان الاستمرارية وتأكيد دور منصات في عملية التكوين والتأطير اتجاه الطلبة الباحثين ومختلف فعاليات المجتمع المدني.

وفي سياق متصل أكد السوسويولوجي بوشعيب مجدول على ضرورة إقتحام مجالات جديدة في البحث، خاصة المجال الاقتصادي، حيث ناقش العلاقة بين البحث الأساسي والإجرائي.في هذا الصدد انطلق من مدخل تثمين مكتسبات الدراسات السابقة، واستثمارها في المشاريع المستقبلية. وشدد المتدخل على ضرورة الاستمرار في المحافظة على درجة المصداقية العلمية، مع القدرة على تحويلها مرة ثانية إلى معرفة قد تساهم في فهم أفضل لمختلف الظواهر والإشكاليات.

من جهة أخرى، قدم  مصطفى المناصفي تقييما عاما لتجربة كتابة أوراق السياسات في برنامج جيل، من خلال مقاربته لأهم العناصر التي شكلت نقاط قوة التجربة، إضافة إلى ذلك قدم مجموعة من المقترحات حول الفرص الممكنة لتطوير هذه الأوراق. وفي سياق الرؤية الاستراتيجية لاشتغال منصات مستقبلا، اقترح المناصفي التمييز بين قطبي البحث الأساسي والبحث الإجرائي، وذلك عبر هيكلة المؤسسة بناء على تحليل عنصرين أساسين: الإمكانات المادية للمركز، والقدرة على تعبئة الموارد البشرية الدائمة والمؤقتة.

في سياق متصل استعرض عبد الرحمن الزكريتي أهم محطات منصات، والتي أشار فيها إلى تجاربها البحثية والمعرفية، خصوصا تلك التي تندرج في إطار برنامج جيل، هذه الأبحاث قد ساهمت في التقعيد العلمي لمفهوم الحريات الفردية بالمغرب. هذا واقترح الزكريتي على المشاركين الانطلاق من نتائج محاور الدراسات السابقة، للتوسع في نقاط وعناصر جديدة للبحث، كما أكد على ضرورة الانتقال إلى مستوى الانخراط في إحداث تغيير الواقع بناء على المعرفة العلمية.

تميز هذا اللقاء المفتوح بحضور محمد النص رئيس المؤسسة الدولية للتدريب والتنمية IFTD، إضافة إلى الأساتذة الباحثين الرئيسيين في منصات. وأطر اللقاء كل من الأستاذ عزيز مشواط مدير المؤسسة، والأستاذ بوشعيب مجدول من جامعة ابن زهر، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس مصطفى المناصفي. إضافة إلى الأستاذ عبد الرحمان الزكريتي من جامعة عبد الملك السعدي بتطوان.

ويذكر أن هذا اللقاء يندرج في إطار الرؤية الاستراتيجية لمؤسسة منصات، لتعزيز الروابط بين المشاركين في نسخ برنامج "جيل" السابقة، وبناء شبكة دعم فعّالة تستثمر الطاقات والخبرات المتنوعة في تطوير المركز. وكذا العمل على ترسيخ مكانته كجهة أكاديمية ذات إشعاع دولي، والمساهمة في تأهيل واستكمال تكوين خريجي البرنامج من أجل تعزيز قدراتهم في مجال البحث العلمي، إضافة إلى توطيد مهاراتهم صياغة أوراق السياسات، وذلك بهدف تأهيلهم لكي يكونوا مكونين للمشاركين في النسخ المقبلة لبرنامج جيل.