
من النسخة الأولى التأسيسية، مرورا بجيل محمد سبيلا، وصولا إلى جيل فاطمة
المرنيسي، وتأكيدا على التزامها بمرافقة الباحثين الشباب وتشجيعهم على استلهام
مسارات مفكرين ورواد تركوا بصمتهم في المشهد العلمي المغربي، تطلق مؤسسة منصات
النسخة الرابعة من برنامج جيل للباحثين الرياديين، بشعار الاستمرارية والتجديد، مواصلة
بذلك العمل على ترسيخ قيم العقلانية، والبحث العلمي الجاد، والتفكير النقدي.
وتحمل النسخة الرابعة اسم عالم الاجتماع والمفكر المغربي الراحل عبد الكبير
الخطيبي استحضارا لإسهاماته العلمية والسوسيولوجية العميقة في إعادة مساءلة البنى
الثقافية والرمزية للمجتمع المغربي، والعمل على بناء مجتمع عقلاني ومعاصر قائم على
تثمين العلم في الفهم العميق لطبيعة المجتمع المغربي، فقد شكل الخطيبي بصوته
المتفرد أحد أبرز الوجوه التي انشغلت بإعادة تعريف الذات المغاربية خارج منطق
الهيمنة الكولونيالية، وساهم في بناء مشروع فكري متعدد الأبعاد يمتح من
السوسيولوجيا والأدب والفلسفة.
وتأتي تسمية النسخة الرابعة من برنامج جيل استمرارا لتقليد دأبت
عليه مؤسسة منصات لربط الجيل الجديد من الباحثين بأعلام ساهموا في تطوير الفكر
السوسيولوجي والفلسفي المغربي، من خلال رؤى نقدية حداثية. وقد سبق للنسخة الثالثة
من جيل أن حملت اسم عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي حيث تخرج خلال
هذه النسخة أكثر من 20 شابا خضعوا لدورات تكوينية في مناهج البحث السوسويولوجي
ومختلف العمليات المرتبطة بها واستثمارها في التفاعل مع السياسات العمومية بما
يخدم قضايا التنمية.
ويذكر أن برنامج جيل هو برنامج تكويني يهدف تأهيل واستكمال تكوين
عدد من الباحثين الشباب في مجال العلوم الإنسانية من أجل تعزيز قدراتهم البحثية
المتعلقة بتقنيات البحث الميداني وتحليل المعطيات الأمبريقية وتحليلها وتقديمها
للرأي العام وصناع القرار بما يخدم إيجابا قضايا التنمية، الديمقراطية وقيم
الحرية. وتعتبر منصات التي أطلقت البرنامج مؤسسة بحثية ومنظمة غير ربحية مقرها
الدار البيضاء، المغرب. تهدف المؤسسة إلى القيام بالبحوث المعمقة الهادفة إلى
تطوير أفكار ريادية وتطبيق المقاربات المختلفة بخصوص الإشكاليات الاجتماعية.