في إطار جمعها العام العادي العشرين الذي حمل شعار:"أية تدابير وضمانات لحقوق الإنسان للنساء في الفضاء العام والخاص؟"، استضافت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب مؤسسة منصات في شخص مديرها عزيز مشواط وذلك يوم السبت 16 مارس 2024 بفندق إيدو أنفا بالدار البيضاء.
شكل هذا اللقاء فرصة لفتح النقاش بين عدد من الفعاليات الأكاديمية والحقوقية حول أهمية الاستثمار في الحقوق الإنسانية للنساء باعتبارها دعامة لتنمية مستدامة وشاملة، هدف هذا الحوار البناء إلى تشجيع التعاون بين الجهات المعنية، وتعزيز الوعي والتحفيز لاتخاذ إجراءات فعالة لتعزيز حقوق النساء وبالتالي بناء مجتمعات أكثر استدامة ومتكافئة.
وخلال افتتاح الجمع العام، قدم السوسيولوجي عزيز مشواط قراءة في خلاصات أهم نتائج أبحاث المؤسسة حول النساء، الفضاء العام والحريات الفردية. وخلال مداخلته، توقف المحاضر عند موضوع السيادة على الجسد الأنثوي ونظرة المجتمع المغربي تجاهه. وأضاف المتدخل أنه بالرغم من كل التحولات التي شهدها المجتمع المغربي، فإن التمثل السائد حول الجسد الأنثوي لا زالت تربطه بالجسد الشرعي الذي يتوافق مع المعايير الاجتماعية وبالتالي فالجسد وإن كان ملتصقا بخصوصية الفرد فهو جسد الجماعة الذي يجب حمايته ومنعه من خرق المعايير. وأضاف في السياق ذاته أن هذا التمثل هو الأكبر والأوسع انتشاراً بين جميع الطبقات والفئات وبدرجات متفاوتة، ويهيمن هذا التمثل خاصة بالأحياء الشعبية بالدار البيضاء . هذا التمثل، يضيف المتحدث، يتم تأبيده واستمراريته بفعل تمثلات ذكورية تحرّضُّ الرّجال على أن يكونوا رجالا. هذه الذكورية ليست حكرا على الرجال فقط بل إنها تشمل تمثلات النساء اللواتي يعدن إنتاج هذه التمثلات حول ذواتهن وهو ما يفسر عددا من نتائج بحث منصات حول الحريات الفردية.
والجدير بالذكر أن مؤسسة منصات تشتغل كفضاء علمي مفتوح لتوفير مساحة بحثية وتقديم دراسات وتنشيط نقاشات، قادرة على أن تجمع في الوقت ذاته الفعاليات الأكاديمية وفعاليات المجتمع المدني على حد سواء. وتتمثل الرسالة الأساسية للمؤسسة في تطوير الأبحاث السوسيولوجية الرئيسية، وإجراء بحوث ميدانية وتقديم الخبرات والتحليلات الموضوعية وتقديمها لصناع القرار، والأكاديميين وصناع الرأي وممثلي المجتمع المدني وجميع المهتمين.