نسخة تجريبية

منصات تدشن انطلاقتها بتشخيص وضعية السوسيولوجيا بالمغرب


تشهد العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، إطلاق مركز بحثي متخصص في العلوم الاجتماعية تحت اسم «منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية   .«وبهذه المناسبة تحتضن قاعة المؤتمرات بجماعة الصخور السوداء في التاسع والعشرين من فبراير المقبل حفل انطلاق المؤسسة. ومن المنتظر بهذه المناسبة أن يتم تنظيم قراءة في كتاب السوسيولوجي جمال خليل الصادر حديثا بعنوان »  ? Sociologie, Sociologues, Maroc, So What «  .

الكتاب الصادر مؤخرا عن مختبر البحوث لادسيس، قراءة في تاريخ وحاضر وآفاق البحث السوسيولوجي في المغرب. ويأتي اختيار منصات لمناقشة الكتاب في حفل انطلاقتها انسجاما مع مهمتها كمؤسسة بحثية تسعى لتوفير مساحة بحثية وتقديم دراسات و تنشيط نقاشات، قادرة على أن تجمع في الوقت ذاته الفعاليات الأكاديمية وفعاليات المجتمع المدني على حد سواء. وتتمثل الرسالة الأساسية للمؤسسة في تطوير الأبحاث السوسيولوجية الرئيسية، وإجراء بحوث ميدانية وتقديم الخبرات والتحليلات الموضوعية وتقديمها لصناع القرار، والأكاديميين وصناع الرأي وممثلي المجتمع المدني وجميع المهتمين. وهكذا، تمثل ثلاثية تقديم الخبرة، وتدريب علماء الاجتماع الناشئين، وتطوير البحوث الاجتماعية الأساسية، المهام الرئيسية لمنصات.
وتعتبر منصات مؤسسة بحثية تضم العديد من الباحثين المرموقين الذين يحددون أجندة البحث للمؤسسة وخطها البحثي. وتشتغل منصات كفضاء مفتوح للبحث العلمي حيث يعمل الباحثون المشكلون للمنظمة على وضع جدول الأبحاث واستراتيجياته وأشكال التعاون مع باقي الشركاء. وتتكون "منصات" من باحثين ينتمون إلى مختلف مجالات العلوم الإنسانية حيث تضم باحثين رئيسيين ومساعدين ومتعاونين.

ويأتي إطلاق منصات في وقت يشهد المغرب تحولات قيمية واجتماعية ودينية واقتصادية وتحديات تحتم على مؤسسات التفكير والخبرة ومجامع الدراسات والبحوث أن تقوم بدورها الفعال، وتقدم المعرفة العلمية الكفيلة ببناء مجتمعات العلم والمعرفة وإجراء البحوث الأساسية للتعامل مع هذه التحديات ونتائجها وتداعياتها.

وستركز منصات على دراسة تحولات المجتمع المغربي واتجاهاتها، ومتابعة تشابكها وتفاعلاتها، وتقييم هذه التفاعلات والتحولات وتقاطعاتها مع الأبعاد السياسية والاقتصادية، إضافة إلى التركيز على الدراسات السوسيولوجية المتخصصة وتقييم فرص استثمار المعرفة المتاحة. كما ستقدم منصات مجموعة من الدراسات المتعلقة بالجانب التنموي في المجتمع المغربي، من خلال التعرف واستقطاب التجارب الرائدة في هذا المجال.

وتأكيدا على أهمية التقييم السنوي الشامل للتحولات الاجتماعية بالمغرب، سيتم تنظيم ملتقى سنوي للباحثين وقادة الفكر والرأي وصناع القرار السياسي والاقتصادي، لعرض التحديات وتبادل المعرفة والنقاش حول القضايا الراهنة بموضوعية، ليتسنى لنا الوصول إلى مخرجات عملية تساهم في مواجهة التحديات على اختلاف أنواعها وجذورها، وبهذا الخصوص يعمل الفريق البحثي في منصات للإعداد والتحضير لإصدار تقرير 2020، الذي سيتضمن مختلف المؤشرات الاجتماعية وتحليلها وفقا لرؤى وتصورات باحثين مرموقين ومن مشارب علمية مختلفة.

وبهذا الخصوص قال عزيز مشواط الذي يرأس المؤسسة» لا يمكن لأي مجتمع أن يتطور دون الانخراط في دينامية البحث الأساسي سواء في العلوم الحقة أو العلوم الإنسانية ولا يمكن للشعوب ولا للحكومات أن تأمل في مستقبل أفضل وآمن وأكثر عقلانية دون إعطاء البحث العلمي ما يستحقه من تقدير ودعم حيث أن البحث العلمي لا يشكل ترفا أو مجرد أداة فضلة، بل هو ضرورة مُلحة لا تقل أهمية عن الجامعات والمدارس والمؤسسات التعليمية. وتضم المؤسسة 19 عضوا ينتمون إلى مختلف المشارب العلمية والمؤسسات الأكاديمية المغربية".